الجمعة، 1 أبريل 2011

حاشاك أن تنسى فضلهما

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

حياتنا مليئة بالعديد من الأسرار والخبايا.. مليئة بالمشاكل والقضايا.. مليئة بالأحداث والحكايا..
أصبح لايمر علينا يوم دون أن نسمع فيه عن مشكلة جديدة وظاهرة تطغى على المجتمع أو تصرف وسلوك يسئ لصورة المجتمع ويشوه معالمه في نظر الآخرين..
وهناك مشكلة قد لاتعتبر ظاهرة ولكنها انتشرت كثيرا هذه الأيام..سلوك يعتبر من كبائر الذنوب..
سلوك يخلد صاحبه في النار.. سلوك يناله غضب من الرحمن..

ألا وهو عقوق الوالدين 

قال تعالى:(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)
فلننظر إلى ما أمرنا الله به في الآية الكريمة.. فلقد أمرنا ببر الوالدين ولقد عطف بر الوالدين على طاعته فطاعتهما من طاعته ورضاهما من رضاه سبحانه وتعالى ..
فالوالدان جنة الدنيا..لكن هناك من لايعرف ذلك ولا يستغلها..

الوالدان وصية الله ورسوله للإنسان.. لكن هناك من تغافل وأبى..
فلقد نهينا عن مجرد قول كلمة أف ورفع الصوت فما بالنا مانراه اليوم من أذية للوالدين من شتم وسب وضرب وقد يصل الأمر والعياذ بالله إلى القتل..
الوالدان نعيم الدنيا.. فطوبى لمن أدرك والديه وأبرهما فقد وعد بالمغفرة والرحمة.. 
وبرأيي أن مانراه من عقوق للآباء والأمهات يحصل نتيجة البعد عن الله سبحانه وتعالى..وانغماس العاصي في ملذات الدنيا والصحبة السيئة من شياطين الإنس والجن

فنصيحتي لك ياعاق أدرك أبويك فإنهم لديك اليوم لا غدا..
ياجاهلا بقيمة أبويك ..أدرك رضاهم..أدرك طاعتهم..فهم إن كانوا لديك اليوم.. قد لايكونوا موجودين غدا.. فلا ينفع الندم وقتها..ولاتنفع الحسرة يومها..
أيها العاق..لديك نعمة حُرِم منها كثير فأدركها..فمنهم من ولد من غير أب ويتمناه.. ومنهم من نشأ من غير أم ويرجوها.. ومنهم من ولد محروما من الاثنين ويتمنى لو دقيقة بقربهما..
انظر إلى رحمة الله بك ولطفه وعطفه عليك..فارجع لوالديك..
ولا تقل فات الأوان
وأدرك نعيمك عاجلا..فانك لاتعلم ما سيكون آجلاً..
بر أباك فإنه..لقي العناء لتبتسم
وأم حملتك فإنها.. تشقى لتسعد وتنعم

مشهد من بر الوالدين 

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : 
( جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :
جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبويَ يبكيان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما )